كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {وبكفرهم} معطوف على وبكفرهم الأول، و{بهتانا} مصدر يعمل فيه القول لأنه ضرب منه، فهو كقولهم: قعد القرفصاء، فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب، وقال قوم تقديره: قولا بهتانا، وقيل التقدير: بهتوا بهتانا، وقيل هو مصدر في موضع الحال: مباهتين.
قوله تعالى: {وقولهم إنا قتلنا} هو معطوف على وكفرهم، و{عيسى} بدل أو عطف بيان من المسيح، و{رسول الله} كذلك، ويجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى، وأن يكون على إضمار أعنى {لفى شك منه} منه في موضع جر صفة لشك، ولايجوز أن يتعلق بشك، وإنما المعنى: لفى شك حادث منه: أي من جهته، ولايقال: شككت منه، فإن ادعى أن من بمعنى في فليس بمستقيم عندنا {مالهم به من علم} يجوز أن يكون موضع الجملة المنفية جرا صفة مؤكدة لشك تقديره: لفى شك منه غير علم، ويجوز أن تكون مستأنفة ومن زائدة.
وفى موضع من علم وجهان: أحدهما هو رفع بالابتداء وما قبله الخبر، وفيه وجهان: أحدهما هو به ولهم فضلة مبينة مخصصة كالتى في قوله: {ولم يكن له كفوا أحد} فعلى هذا يتعلق به الاستقرار، والثانى أن لهم هو الخبر، وفي به على هذا عدة أوجه: أحدها أن يكون حالا من الضمير المستكن في الخبر، والعامل فيه الاستقرار.
والثانى أن يكون حالا من العلم لأن من زائدة فلم تمنع من تقديم الحال، على أن كثيرا من البصريين يجيز تقديم حال المجرور عليه.
والثالث أنه على التبيين: أي مالهم أعنى به، ولا يتعلق بنفس علم لأن معمول المصدر لايتقدم عليه.
والوجه الآخر أن يكون موضع من علم رفعا بأنه فاعل، والعامل فيه الظرف إما لهم أو به {إلا اتباع الظن} استثناء من غير الجنس {وما قتلوه} الهاء ضمير عيسى، وقيل ضمير العلم: أي وما قتلوا العلم يقينا كما يقال قتلته علما، و{يقينا} صفة مصدر محذوف: أي قتلا يقينا أو علما يقينا، ويجوز أن يكون مصدرا من غير لفظ الفعل بل من معناه، لأن معنى ما قتلوه ما عملوا، وقيل التقدير: تيقنوا ذلك يقينا {بل رفعه الله} الجيد إدغام اللام في الراء لأن مخرجهما واحد، وفى الراء تكرير فهى أقوى من اللام، وليس كذلك الراء إذا تقدمت لأن إدغامها يذهب التكرير الذي فيها، وقد قرئ بالإظهار هنا.
قوله تعالى: {وإن من أهل الكتاب} إن بمعنى ما والجار والمجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدإ، والمبتدأ محذوف تقديره: وما من أهل الكتاب أحد، وقيل المحذوف من: وقد مر نظيره، إلا أن تقدير من هاهنا بعيد لأن الاستثناء يكون بعد تمام الاسم، ومن الموصولة والموصوفة غير تامة {ليؤمنن} جواب قسم محذوف، وقيل أكد بها في غير القسم كما جاء في النفى والاستفهام، والهاء في {موته} تعود على أحد المقدر، وقيل تعود على عيسى {ويوم القيامة} ظرف لشهيد، ويجوز أن يكون العامل فيه يكون.
قوله تعالى: {فبظلم} الباء تتعلق بحرمنا، وقد ذكرنا حكم الفاء قبل {كثيرا} أي صدا كثيرا أو زمانا كثيرا.
قوله تعالى: {وأخذهم}- {وأكلهم} معطوف على صدهم والجميع متعلق بحرمنا، والمصادر المضافة إلى الفاعل، {وقد نهوا عنه} حال.
قوله تعالى: {لكن الراسخون} الراسخون مبتدأ و{في العلم} متعلق به.
و{منهم} في موضع الحال من الضمير في الراسخون {والمؤمنون} معطوف على الراسخون، وفى خبر الراسخون وجهان: أحدهما {يؤمنون} وهو الصحيح.
والثانى هو قوله: {أولئك سنؤتيهم} {والمقيمين} قراءة الجمهور بالياء، وفيه عدة أوجه: أحدها أنه منصوب على المدح: أي وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين، وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام، والثانى أنه معطوف على ما: أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين، والمراد بهم الملائكة، وقيل التقدير: وبدين المقيمين فيكون المراد بهم المسلمين، والثالث أنه معطوف على قبل، تقديره: ومن قبل المقيمين، فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه، والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك، والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك، والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم، وهذه الأوجه الثلاثة عندنا خطأ، لأن فيها عطف الظاهر على المضمر من غير إعادة الجار، وأما {المؤتون الزكاة} ففى رفعه أوجه: أحدها هو معطوف على الراسخون، والثانى أنه معطوف على الضمير في الراسخون، والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون، والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون، والخامس هو خبر مبتدأ محذوف: أي وهم المؤتون، والسادس هو مبتدأ، والخبر {أولئك سنؤتيهم} وأولئك مبتدأ، ومابعده الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف: أي ونؤتى أولئك.
قوله تعالى: {كما أوحينا} الكاف نعت لمصدر محذوف ومامصدرية، ويجوز أن تكون ما بمعنى الذى، فيكون مفعولا به تقديره: أوحينا إليك مثل الذي أوحينا إلى نوح من التوحيد وغيره، و{من بعده} في موضع نصب متعلق بأوحينا، ولايجوز أن يكون حالا من النبيين، لأن ظروف الزمان لا تكون أحوالا للجثث، ويجوز أن يتعلق من النبيين، وفى {يونس} لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه، وكل هذه الأسماء أعجمية إلا الأسباط وهو جمع سبط.
والزبور فعول من الزبر وهو الكتابة، والأشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب.
ويقرأ بضم الزاى وفيه وجهان: أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد مثل فلس وفلوس، والثانى أنه مصدر مثل القعود والجلوس، وقد سمى به الكتاب المنزل على داود.
قوله تعالى: {ورسلا} منصوب بفعل محذوف تقديره: وقصصنا رسلا، ويجوز أن يكون منصوبا بفعل دل عليه أوحينا: أي وأمرنا رسلا، ولا موضع لقوله: {قد قصصناهم}، و{لم نقصصهم} على الوجه الأول لأنه مفسر للعامل، وعلى الوجه الثاني هما صفتان، و{تكليما} مصدر مؤكد رافع للمجاز.
قوله تعالى: {رسلا} يجوز أن يكون بدلا من الأول وأن يكون مفعولا: أي أرسلنا رسلا، ويجوز أن يكون حالا موطئة لما بعدها كما تقول: مررت بزيد رجلا صالحا، ويجوز أن يكون على المدح: أي أعنى رسلا، واللام في {لئلا} يتعلق بما دل عليه الرسل: أي أرسلناهم لذلك، ويجوز أن تتعلق بمنذرين أو مبشرين أو بما يدلان عليه، و{حجة} اسم كان وخبرها للناس.
وعلى الله حال من حجة، والتقدير: للناس حجة كائنة على الله، ويجوز أن يكون الخبر على الله، وللناس حال، ولايجوز أن يتعلق على الله بحجة لانها مصدر، و{بعد} ظرف لحجة، ويجوز أن يكون صفة لها، لان ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها.
قوله تعالى: {أنزله} لا موضع له، و{بعلمه} حال من الهاء: أي أنزله معلوما أو أنزله وفيه علمه، أي معلومه، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل: أي أنزله عالما به {والملائكة يشهدون} يجوز أن يكون لا موضع له، ويكون حكمه كحكم لكن الله يشهد، ويجوز أن يكون حالا: أي أنزله والملائكة شاهدون بصدقه.
قوله تعالى: {لم يكن الله ليغفر لهم} قد ذكر مثله في قوله: {وما كان الله ليضيع} و{ما كان الله ليذر}.
قوله تعالى: {إلا طريق جهنم} استثناء من جنس الأول، لأن الأول في معنى العموم إذ كان في سياق النفى و{خالدين} حال مقدرة.
قوله تعالى: {قد جاءكم الرسول بالحق} بالحق في موضع الحال: أي ومعه الحق أو متكلما بالحق، ويجوز أن يكون متعلقا بجاء أي جاء بسبب إقامة الحق و{من} حال من الحال، ويجوز أن تكون متعلقة بجاء: أي جاء الرسول من عند الله {فآمنوا خيرا} تقديره عند الخليل وسيبويه: وأتوا خيرا فهو مفعول به، لأنه لما أمرهم بالإيمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإدخالهم فيما هو خير منه، وقيل التقدير، إيمانا خيرا، فهو نعت لمصدر محذوف، وقيل هو خبر كان المحذوفة: أي يكن الإيمان خيرا، وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها إلا فيما لابد منه، ويزيد ذلك ضعفا أن يكون المقدرة جواب شرط محذوف فيصير المحذوف للشرط وجوابه، وقيل هو حال ومثله {انتهوا خيرا} في جميع وجوهه.
قوله تعالى: {ولا تقولوا على الله إلا الحق} الحق مفعول تقولوا: أي ولا تقولوا إلا القول الحق، لأنه بمعنى لا تذكروا ولاتعتقدوا، والقول هنا هو الذي تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و{المسيح} مبتدأ، و{عيسى} بدل أو عطف بيان، و{رسول الله} خبره و{كلمته} عطف على رسول، و{ألقاها} في موضع الحال وقد معه مقدرة وفى العامل في الحال ثلاثة أوجه: أحدها معنى كلمته لأن معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب، فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه.
والثانى أن يكون التقدير: إذ كان ألقاها، فإذ ظرف للكلمة، وكان تامة، وألقاها حال من فاعل كان، وهو مثل قولهم: ضربي زيدا قائما.
والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرورة، والعامل فيها معنى الإضافة تقديره: وكلمة الله ملقيا إياها {وروح منه} معطوف على الخبر أيضا، و{ثلاثة} خبر مبتدإ محذوف: أي إلهنا ثلاثة أو الإله ثلاثة {إنما الله} مبتدأ، و{إله} خبره، و{واحد} توكيد {أن يكون} أي من أن يكون، أو عن أن يكون، وقد مر نظائره، ومثله {لن يستنكف المسيح أن يكون}.
{ولا الملائكة} معطوف على المسيح، وفى الكلام حذف: أي أن يكونوا عبيدا.
قوله تعالى: {برهان من ربكم} إن شئت جعلت من ربكم نعتا لبرهان أو متعلقا بجاء.
قوله تعالى: {صراطا مستقيما} هو مفعول ثان ليهدى، وقيل هو مفعول ليهدى على المعنى، لأن المعنى يعرفهم.
قوله تعالى: {في الكلالة} في يتعلق بيفتيكم وقال الكوفيون: بيستفتونك، وهذا ضعيف، لأنه لو كان كذلك لقال: يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت {إن امرؤ هلك} هو مثل {وإن امرأة خافت} {ليس له ولد} الجملة في موضع الحال من الضمير في هلك {وله أخت} جملة حالية أيضا، وجواب الشرط {فلها} {وهو يرثها} مستأنف لا موضع له، وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذي هو قوله: {إن لم يكن لها ولد}.
{فإن كانتا اثنتين} الألف في كانتا ضمير الأختين، ودل على ذلك قوله: {وله أخت} وقيل هو ضمير من، والتقدير: فإن كان من يرث ثنتين، وحمل ضمير من على المعنى لأنها تستعمل في الإفراد والتثنية والجمع بلفظ واحد.
فإن قيل: من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ والألف قد دلت على الاثنين.
قيل: الفائدة في قوله اثنتين بيان أن الميراث وهو الثلثان هاهنا مستحق بالعدد مجردا عن الصغر والكبر وغيرهما.
فلهذا كان مفيدا {مما ترك} في موضع الحال من الثلثان {فإن كانوا} الضمير للورثة، وقد دل عليه ما تقدم {فللذكر} أي منهم {أن تضلوا} فيه ثلاثة أوجه، أحدها هو مفعول يبين: أي يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى، والثانى هو مفعول له تقديره: مخافة أن تضلوا، والثالث تقديره: لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين، ومفعول يبين على الوجهين محذوف: أي يبين لكم الحق. اهـ.